كتاب جليل القدر عظيم الفائدة، يبحث في علم تفسير القرآن العظيم قال مؤلفه : "إني نظرت في جملة من كتب التفسير ، فوجدتها بين كبير قد يئس الحافظ منه وصغير لا يستفاد كل المقصود منه، والمتوسط منها قليل الفوائد، عديم الترتيب وربما أهمل فيه المشكل، وشرح غير الغريب، فأتيتك بهذا المختصر اليسير، منطويا على العلم الغزير" . وقد اشتمل الكتاب على فضائل السور وأسباب النزول وتفسير المفردات والجمل وآراء المفسرين من الصحابة .والتابعين ومن بعدهم، والأحكام الفقهية والآراء التابعة لها
يُعد الكتاب أحد أهم الكتب التي صنفها ابن الجوزي، ويُعد أيضًا واحد من أهم كتب التفسير للقرآن الكريم، فقد عمد ابن الجوزي حين عقد النية على تأليفه إلى كتب الذين سبقوه في التفسير فقرأها وأشبعها دراسة، وإلى العلوم المساعدة للمفسر ليلم بموضوعة تمام للالمام ورأى من خلا هذه الدراسة لمؤلفات السلف أن المفسرين قبله قد وقعوا في كثير التطيول تارة، والتقصير طورا فاستفاد من الثغرات التي كانت في تفاسيرهم وألف تفسيره هذا مخلصا إياه في التطويل الممل ومن الاختصار المخل وقال في خطبة الكتاب: «فأتيتك بهذا المختصر اليسير، منطويا على العلم الغزير، ووسمته بزاد المسير في علم التفسير وزاد المسير ببالغ عناية المؤلف في إخراجه».
يُعتبر الكتاب كتابًا مهمًا من بين كتب التفسير بالمأثور، التى جمعت أقوال السلف وأئمة التفسير، وقد اختصر ابن الجوزى كتاب زاد المسير من كتابه المغنى فى التفسير، وزاد بأن اختصر أيضا زاد المسير فجعله فى كتاب بعنوان تذكرة الأريب فى تفسير الغريب، فزاد المسير إذن وسط بين ثلاثة كتب فى التفسير للمؤلف، وقد انتقى ابن الجوزي الكتاب من أنقى التفاسير، فأخذ منها الأصح و الأحسن والأصون، فنظمه فى عبارة الاختصار، معتمدا على قواعد المنهج الأثرى النظرى فى التفسير.