à partir de 39 € d'achat
- Nouveautés !
جاء في مقدمة الكتاب بقلم أحمد بن بيلا أول رئيس للجزائر "كتابة التاريخ حرفة. إنها إختصاص المؤرخين، متواصلة كانت أم متقطعة، كما أنها تبقى دائما فعل تدقيق و بحثا في الواقع، من أجل التفريق بين الغث و الثمين، و صولا الى رواية أمينة لما كان قد تحقق. إن رواية صناع التاريخ قيمة لا غنى عنها لكنها مهما علا شأنها تبقى في النهاية شهادة شاهد على عصره، و هذا ما ينطبق تماما على ما جرى في لقائي مع أحمد منصور من خلال برنامجه "شاهد على العصر" . إن هذه المقدمة و هذا التحليل لا يقلل البتة من أهمية الحوار خصوصا إذا ما أخذنا في الإعتبار أصداءه الإجابية لدى المشاهدين في الجزائر و المغرب العربي بل لدى العرب و المسلمين الذين تابعوه إجمالا، و ذلك يعود في المقام الأول من وجة نظري الى أنه بمقدار ما كانت رواية الوقائع تكشف عن حقائق نضالنا و إنتصارنا على الإستعمار، فإنها في الوقت نفسه كانت تكشف النقاب عن الدور الثابت و الدؤوب لمنطلق أساسي في الثورة الجزائرية هو الإسلام. فالإسلام كان الداعم القوي لنضالنا، بل لنضالات شعبنا على أمتداد 132 عام من الإستعمار، فعلى مدى عقود و سنوات لم تهدأ إنتفاضات شعبنا ضد المحتل الفرنسي،...وصولا الى ثورة الفاتح من نوفمبر المظفرة التي أندلعت في عام 1954 حيث قدمت الجزائر على مدى سبعة سنوات و نصف من القتال ضد المستعمر أكثر من مليون و نصف المليون شهيد من أبنائها في و قت كان فيه تعدادها عشرة ملايين فقط. ما يزيد عن عامين قضاها الصحفي المحترف "أحمد منصور" في تحويل هذه الشهادة من حوار مشاهد الى نص مكتوب. مع صعوبة هذا العمل إلا أنه كان حريصا على أن لا يضيف أو يحذف، بل ألتزم فقط بإعادة صياغة النص لأنها في النهاية شهادة، لن تقف عند هذا الجيل، و إنما ستصبح مرجعا أساسيا من مراجع الثورة الجزائرية ربما ليس عند الجزائريين أو العرب فحسب و إنما عند الناس جميعا "من قول الصحفي